بالصور.. العيد عند مقام سيدي "أبوهشيمة" بطعم السمك المقلي !

لى بعد 200 كيلو متر جنوب العاصمة الصاخبة بالأضواء يمكننا أن نرى بأنفسنا حدوتة مصرية خاصة جدا تشتهر بها قرية استقرت منذ القدم فى حضن الجبل، القرية تسمى نزلة قفطان باشا الغربية التابعة لمدينة سمسطا بمحافظة بنى سويف.
كتب وصور: محمد شعبان
 هذه القرية تتحول يوم العيد إلى مزار سياحى وترفيهى رغم بساطتها الشديدة، السر فى ذلك يرجع لوجود مقام الشيخ أبو هشيمة الذى يحظى بمكانة خاصة فى قلوب البسطاء فيتجمع الناس فى ساحته من كل مكان ويتبادلون التهانى ويتناولون الوجبة الرسمية فى هذا اليوم وهى السمك المقلى.
خادمة المقام تدعى الحاجة إحسان وهى إمراة بدوية مسنة، ورغم ما أصاب ذاكرتها من ضعف إلا أنها لا تزال تتذكر الكثير من حواديت الماضى والكثير أيضاً من أسرار هذا المقام وعادات البسطاء يوم العيد فيه حيث قالت: الشيخ سره باتع ده واسمه طبيب "المبالى" يعنى اللى مريض واللى تعبان من دنياه ييجى يزور الشيخ والعبد سبب وربنا هو الذى كتب.. كتب الخير لأهل الخير وترك الشر يلعن فى أهل الشر.. الشيخ كان من أولياء الله الصالحين من أيام الجدود وأستشهد فى الحرب أيام المماليك وهو أصلاً من بلاد الغرب لكننا لا نعرف له أهل ولا نسب .. وفى يوم العيد الناس تأتى للزيارة وتسلم على بعض فى رحابه وتصالح بعضها فى ساحته! ولو واحد تعبان أو مهموم ينزل بئر الشيخ ويشرب من المياه المبروكة ويبلل جسده أو يدفن نفسه فى رمال صحراء الغرب الدافئة حيث يشفى بإذن الله.


الحاجة إحسان بطريقتها البدوية لا تزال تؤكد أن الدنيا لا تزال بخير رغم التغيرات السريعة التى نعيشها ومؤشر الخير عندها هو أن الناس من كل البلاد يأتون لزيارة المقام حيث تقول: الزيارة والبركة يومية لكن فى أيام الأعياد يكثر الزائرون وعابرو السبيل من كل مكان ومن عليه نذر يأتى ويفى به واللى رايح يزور النبى عليه الصلاة والسلام ويحج يأتى إلى أبو هشيمة واللى ربنا كرمه فى حياته يأتى أيضا إلى هنا ويعطى الصدقات للمحتاجين من أهالى القرية ..



وتذكر الحاجة إحسان أن الشيخ له كرامات كثيرة خاصة فى أوقات الأزمات والشدة لدى بعض الناس، وعن آخر كرامة من كراماته حسبما قالت لنا أنه خرج من مقامه وساعد سيدة مسنة فى أن ترفع حملاً ثقيلاً بجواره وقد حكت هذه السيدة الحكاية لجميع أهالى العزبة وصدقها البسطاء بالفعل . لكن اللافت للنظر هو أن الشيخ أبو هشيمة أشبه بمصدر رزق سياحى لسكان القرية من البسطاء الذين يسكنون على حافة الجبل بلا أى خدمات أو موارد اللهم إلا مساحة خضراء من الأرض الزراعية حيث يفد إلى القرية المئات من سكان القرى والمدن المجاورة وفى يوم العيد وهو يوم الزيارة الموعود يتحول سكان القرية إلى النشاط التجارى فى أبسط صوره فهناك من يحول العربة الكارو التى يستعملها فى الزراعة إلى دكان متنقل لبيع لعب أطفال وهناك من يحولها إلى مطعم بسيط لقلى السمك حيث تعد وجبة السمك المقلى هى الوجبة المفضلة والشعبية لدى سكان أبو هشيمة.
هذه هى تفاصيل العيد فى واحد من أبسط القرى المنسية فى مصر والتى إن دلت على شىء فإنما تدل على أن هناك كنوزاً بشرية وحكايات وعادات وتقاليد لم نكتشفها بعد.

الاهرام