ضيحة جديدة من فضائح الفساد بتوقيع زكريا عزمي


فضيحة جديدة من فضائح الفساد بتوقيع زكريا عزمي
 (عاوزينها تبقي خضرا.. الأرض اللي في الصحرا) هذا هو الشعار الذي رفعه الإعلام المصري طوال فترة حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
كتبت: هاجر اسماعيل
 وظلت أحلامنا بتعمير الصحراء والتوسع بعيداً عن الوادي الضيق تروادنا في كل وقت، وكانت تخرج التقارير لتقول أن الشباب المصري يرفض أن يترك المدينة ليعمر الصحراء.
والحقيقة أن هذه المعلومات غير صحيحة كغيرها من المعلومات التي حاول النظام السابق إقناعنا بها، فشباب مشروع مبارك القومي وهم حوالي 480 أسرة باعوا كل ما يملكوا من أجل تعمير 2400 فدان في صحراء أسوان، وفي النهاية جاء عضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني، وبتوصية من زكريا عزمي ليأخذ أحلام الشباب ويشرد سكان قرية بأكلمها، في السطور القادمة وبالمستندات تفاصيل القضية.
أحمد بلال محمد يملك 5 أفدنة بمشروع مبارك القومي للشباب بمنطقة أبو سمبل السياحية أكد أن هذه المشكلة يعود تاريخها إلي عام 2003، حيث تم تسليم الأراضي الخاصة بمشروع الشباب واشترطوا أن يكونوا فقراء ومعدمين، والـ2400 فدان منها 300 فدان تحت سيطرة إدارة البحوث الزراعية بوزارة الزاعة، والمساحة الباقية موزعة علي الشباب ومن المفترض أن تكون طريقة الري في المشروع هو الري الحديث، وهذه الطريقة تحتاج إلي آلة رفع للمياه للأراضي تحتاج إلي تيار كهربائي غير متوافر بالمنطقة، والشبكات غير جاهزة للعمل، وإضافة إلي أن الآلات التي تسلمناها من الدولة وقتها كانت آلات قديمة ومتهالكة، ووقتها فوجئنا بعدم وصول المياه إلي الأراضي التي من المفترض أن نستصلحها، وعلي مدار 10 سنوات خسرنا مجهودا ووقتا طويلا نتيجة عدم وصول المياه التي من المفترض أنها مخصصة لمشروع مبارك القومي، وقدمنا شكاوى لسنوات طويلة ولجهات عديدة ولكن كان هناك تكتل من المحافظة ضدنا ولصالح مشروع المفرخات السمكية الذي يمتلكه أحمد أبوحجي وهو واحد من أكبر رجال الأعمال في الصعيد وعضو مجلس شعب سابق عن الحزب الوطني وهو علي علاقة بزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق والذي يمتلك حوالي 1000 فدان في منطقة قريبة منا في أسوان.
ويضيف أحمد بلال قائلا: وفي هذه المنطقة يمتلك أبوحجي مفرخات سمكية و600 فدان ويقوم باستخدام المياة الخاصة بالقرية ويرفعها من خلال لوادر متطورة مباشرة إلي 600 فدان التي يملكها، مع العلم أن أبوحجي اشتري المفرخات السمكية التي كانت في المنطقة منذ سنوات طويلة ولم نشعر بأي مشكلة من المياه التي تستخدمها المفرخات، ولكن المشكلة أنه منذ حوالي عامين اشتري 600 فدان أخري بجانب المفرخات فأصبح يستغل ملكيته للمفرخات من أجل الحصول علي مياه لزراعة الـ600 فدان علي حساب أهالي قرية السلام والنتيجة أنني، والمشكلة أننا عندما انتقلنا للعمل في هذا المشروع كانت الأرض صحراء، وكان الهدف من هذا المشروع هو تعمير الأرض، والآن الأرض كلها بارت وحوالي 400 أسرة مهددة بالجوع لأن الأرض لا تخرج محصول، وأنا حاولت أنا وأهل القرية كثيرا أن نجد حل للمشكلة لدرجة أن محافظ أسوان قال لنا باللفظ "أنا لا أجد لكم أب وأم شرعيين ألجأ إليهم في حل المشكلة"، ووصل الأمر الي أن وصلني تهديد من جهاز أمن الدولة السابق وقالوا لي أنت تحرض الفلاحين ضد ناس مهمين في البلد وأهالي القرية حاولوا حل المشكلة عن طريق الوزرات والمحافظة والتقارير تخرج لتقول "لكم حق والمياه دي بتاعة مشروع مبارك القومي" ولكن لا يوجد حل ولا قرار يتم اتخاذه ضد المعتدين علي المياة لدرجة أن الأراضي بارت وبدأ الفلاحين يهجرونها نتيجة أنهم لا يجدون قوت يومهم.


نعود إلي المستندات التي حصلت عليها "بوابة الشباب" ففي تقرير أعدته اللجنة التي شكلها محافظ أسوان للنظر في الشكوي المقدمة من أهالي قرية المستقبل بخصوص قلة مياة الري للزراعات الخاصة بهم، جاء في التقرير أنه يوجد علي الخط عدد 6 غرف تفتيش لايتم سحب أي مياة منها ثم بعدها عدد 5 غرف سحب تقوم الجهات الواقعة علي الخط بسحب المياه منها بدون تقنين وبدون عدادات، وجاء أن هذه الجهة هي المنتفع بالمفرخات السمكية لري زراعات أراضي مستصلحة داخل نطاق المفرخات السمكية وهي عدد من الأفدنة غير المحددة وهو وضع غير قانوني وبتاريخ 9/6/2010 جاء في محضر اجتماع لجنة إزالة التعديات علي خط المياه الواصل لزراعات قرية الخريجين أنه في منطقة المفرخات السمكية تبين وجود تعدي علي خط المياه بمدخل المفرخات السمكية عبارة عن ماكينة رفع، وفي خطاب أرسله محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد إلي مكتب وزير الموارد المائية والري السابق الدكتور محمود أبو زيد بتاريخ 4/5/2010 يطلب منه رفع كفاءة المحطة العائمة والتي تخدم مشروع مبارك القومي، وذلك نظرا لعدم كفائتها وكثرة الأعطال بها الأمر الذي أدي إلي قلة مياه الشرب والري بالقرية مما يؤثر علي استقرار المنتفعين بالمشروع، وجاء رد الوزير أنه نظرا لظروف التشغيل والعوامل البشرية فان تشغيل المحطات يجري لمدة 7 ساعات وأن رفع كفاءة هذه المحطة يحتاج إلي 10 مليون جنيه لا يتناسب مع إمكانات الوزارة، وذلك بالرغم من اعتراف المحافظ بأن ذلك يؤثر علي المشروع واعتراف تقارير اللجان التي شكلها المحافظ بأن المياه من حق أهالي قرية السلام والمنتفعين من مشروع مبارك القومي وأن المشكلة تتعلق بالوضع غير القانوني للمياه التي يحصل عليها المنتفعين من المفرخات السمكية.
ومؤخرا أصدرت إدارة محطات طلمبات أسوان توصية إلي رئيس مجلس مدينة أبوسمبل بتاريخ 23 /2 /2011 تطلب منه ترشيد استهلاك المياه في المفرخات السمكية حتي تفي المحطة باحتياجات الخريجين من المياه.

وبما أن حق الرد مكفول، حملنا هذه المستندات إلي أحمد أبوحجي والذي قال أن المفرخات لا يمتلكها هو بشكل شخصي ولكنها ملك لابنه صاحب الذمة المالية المستقلة ولكنه يساعده لأنه شاب وفي بداية حياته وأنه حصل علي هذه الأرض والمفرخات تبعا لمناقصة علنية تحت إشراف هيئة المفوضات القضائية، وأضاف أن مواقفه من الدولة معروف وأن جلسات مجلس الشعب مسجلة ويمكن الرجوع لها بدليل أن الحزب الوطني قام بعمل مؤامرة ضده في الإنتخابات الأخيرة وأخرجوه من المجلس وأن علاقته بزكريا عزمي معروفة للجميع أنها كانت من خلال المجلس، والأرض التي يمتلكها تبعد عن أبوسمبل حوالي 450 كيلو إضافة إلي أن الأراضي التي يقوم باستصلاحها داخل المفرخات السمكية حصل عليها من خلال مناقصة علنية وحتي الآن لم يقم إلا بزراعة 70 فدانا منها فقط، لأنه لا تتوافر لديه مياه لزراعة 600 فدان، إضافة إلي أنه يحصل علي مياه بعد مرورها علي المفرخات السمكية، وهي مياه غير نظيفة ولا تكفي لزراعاته ولكنه محكوم بعقد بينه وبين وزراة الزراعة، ولكن المشكلة تتمثل في الثقافة الزراعية الخاطئة التي يزرع بها الفلاحين هذه الأراضي لأنه من المفترض أن تتم زراعة هذه الأرض تبعا للطريقة التي تم تصميم الأرض عليها لتروي بطريقة التنقيط، واستلموا شبكة الري سليمة ولكنهم قاموا بإفسادها، ولكن الفلاحين قاموا بري الأراضي بطريقة الغمر، ولذلك لايمكن أن تكون المياه كافية لزراعة كل هذه المساحة.
وأضاف أبو حجي قائلا: أنا أمتلك أكثر من ربع مساحة المنطقة وبالرغم من ذلك لدي مشاكل والمياه غير كافية بالنسبة لي أيضا، وكان السؤال الأخير الذي سألته لأحمد أبوحجي هو أن المدينة أمامها حلين إما أن تعود المياه إلي أصحابها أو أن يكون هناك محطة تحتاج إلي 10 مليون جنيه تبعا لتقرير وزارة الزراعة لمساعدة الشباب في أن تصل المياه إليهم، فكان رده "ياخدوا العشرة مليون جنيه من أي واحد من حرامية البلد ويعمللهم محطة رفع بعيد عني وأنا هزرع وهم يعيشوا وينقذوا بيهم مئات الأسر في قرية الخريجين"!
المصدر الاهرام اشبابى