أســـــواق السلـــع في انتظــار توجيهــــات برنانكــي

أســـــواق السلـــع في انتظــار توجيهــــات برنانكــي

مرّ عام كامل على رفع بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الستار عن الجولة الثانية من برنامج التيسير الكمي، وذلك في كلمته التي ألقاها خلال لقاء عُقد في جاكسون هول وجمع محافظي وكبار مسؤولي البنوك المركزية.
 وكما هو الحال في السابق، قد يضبط خطابه الذي ألقاه في وقت متأخر من يوم الجمعة (حسب توقيت أوروبا الوسطى) الإيقاع الذي سيحكم نشاط الأسواق المالية خلال الأشهر المقبلة، حيث حرض احتمال إطلاق جولة ثالثة من برنامج التيسير الكمي وقوع بعض الانتكاسات في السوق خلال الأسبوع الماضي. ولغاية تاريخ إعداد هذا التقرير الأسبوعي لساكسو بنك، بقي مؤشر رويترز جيفريز سي آر بي مرتفعاً بمقدار نصف نقطة مئوية فقط، مما يضفي على المنحنى الممثل لعائدات المؤشر السنوية صفة الثبات.
في حين مُنيت السلع التي حققت ارتفاعاً الأسبوع الماضي بخسائر هذا الأسبوع، حيث كان أداء الذهب والفضة هو الأسوأ، بينما حظيت الطاقة والمعادن الأساسية بأسبوع أفضل مقارنة بأدائهما في الأسبوع المنصرم. أما فيما يتعلق باستثمارات القطاع الزراعي، فتوجهت جميع الأنظار نحو القمح، حيث حققت أسعاره على جانبي المحيط الأطلسي أداءً قوياً على خلفية تدهور التوقعات بشأن الإنتاج الأمريكي والأوروبي.
وأخيراً، استسلم الذهب لتصحيح حاد، حيث أرغم الأداء الضعيف أسهم المضاربة طويلة الأجل على ترك موقع الصدارة، مما خفض الأسعار بما يزيد على مائتي دولار خلال يومين فقط. وقد يُعزى الانخفاض في أسعار البيع إلى مزيج من العوامل، منها حالة الإنهاك التي عانى منها السوق، إلى جانب الارتفاع الذي حققته مجموعة بورصة شيكاغو للسلع في الهامش بنسبة 55 بالمائة؛ حيث تتولى المجموعة أكبر عقد عالمي من عقود الذهب الآجلة.
وفي ظل التقلبات اليومية في الأسعار بما يفوق نسبة الثلاثة بالمائة، شعرت المجموعة بأنه لا مناص من ارتفاع تكلفة امتلاك عقد تصل قيمته إلى ما يقارب 200 ألف دولار. حيث أعاد ذلك ذكريات ومخاوف من انهيار مشابه عانت منه الفضة في شهر مايو، حين عصف بها بعدما حظيت بارتفاع حاد تبعه ارتفاع مماثل في الهامش.

سعر مدعوم يعادل 1,700 دولار
لم تتجاوز عمليات البيع على انخفاض حدّ الـ 1,705، مما يجعلها قريبة من استعادة ما يقل عن 50 بالمائة من الارتفاع الذي حققته قبل فترة وجيزة، الأمر الذي أوعز المشترين للعودة مجدداً إلى هذا النشاط بسبب ضعف أداء أسواق الأسهم. كما تعزى كثافة عمليات البيع على الانخفاض في المقام الأول إلى مقدار مراكز المضاربة التي تراكمت خلال الشهر الماضي.
ومع عدم تكرار ذلك الوضع في الوقت الحالي، يشعر المستثمرون براحة أكبر تجاه دخول السوق مرة أخرى، في حين لم تبتعد العوامل التي قادت حركة أداء الذهب في الاتجاه الصعودي خلال العام الماضي، مما حافظ على استمرارية التوقعات متوسطة وطويلة الأجل بشأن حدوث ارتفاعٍ آخر للأسعار. وقد يحدد خطاب جاكسون هول الذي ألقاه يوم الجمعة بن برنانكي رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المسار الذي ستتبعه الأسواق خلال الأشهر المقبلة، تماماً كما حدث في العام الماضي بُعيد الإعلان عن الجولة الثانية من مبادرة التيسير الكمي.
وقد تضاءلت التوقعات خلال اليومين الماضيين، وخصوصاً إزاء إطلاق جولة ثالثة من برنامج التيسير الكمي. ونظراً لأن الذهب سيشكل المستفيد الرئيس في حال تم الإعلان عن جولة ثالثة من البرنامج، فإن غيابه سيضيف مزيداً من الضغوط بالاتجاه النزولي