مصير القذافى

<p>جانب من احتفالات الثوار الليبين بتحرير طرابلس وسقوط نظام القذافي واعتقال نجله، سيف الإسلام، بنغازي، فجرا، 22 أغسطس 2011. سيطر الثوار على طرابلس بالكامل بعد استسلام قوات القذافي، وقاموا بتحرير العاصمة باستثناء منطقة باب العزيزية معقل القذافي، التي مازالت بعض الكتائب الموالية له تتمركز بها.</p>
تصوير أ.ف.ب
قال وزير بالمجلس الوطنى الانتقالى، الذى يمثل المعارضة الليبية إن قوات المعارضة تحاصر منطقة فى طرابلس يختبئ بها معمر القذافى وحاشيته وأنهم يحاولون التأكد من مكانهم تحديداً قبل محاولة الإمساك بهم. وقال وزير العدل محمد العلاقى: «المنطقة محاصرة الآن». وأضاف: «الثوار يراقبون المنطقة ويتعاملون معها».
ومن جانبهم، قال مسؤولون آخرون فى المعارضة إنهم يعتقدون أن الزعيم المخلوع لجأ إلى حى أبوسليم فى جنوب العاصمة وهى منطقة شهدت اشتباكات فى الأيام القليلة الماضية. وقال مقاتلون من المعارضة فى وقت سابق هذا الأسبوع إنهم يعتقدون أنهم حاصروا القذافى، لكن اتضح أن هذه التقارير غير دقيقة أو على الأقل سابقة لأوانها.
وفى المقابل، قال مصدر بقوات المعارضة الليبية إن قافلة من ست سيارات مرسيدس مدرعة دخلت إلى الجزائر، قادمة من ليبيا، متوقعاً أن يكون مسؤولون ليبيون كبار أو العقيد معمر القذافى نفسه وأولاده قد فروا على متنها من البلاد.
وميدانيا، قصفت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسى الجمعة مقرا للزعيم الليبى معمر القذافى فى سرت، وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرات بريطانية قصفت مقراً للقذافى فى سرت، وأعلن الحلف الأطلسى عن تدمير 29 عربة عسكرية بالقرب من سرت كانت ضمن موكب متجه إلى مصراتة التى يسيطر عليها الثوار وتقع فى منتصف الطريق بين سرت وطرابلس.
على الصعيد نفسه، أكد مصدر عسكرى تونسى رفيع المستوى سيطرة الثوار الليبيين على الجانب الليبى من معبر «رأس الجدير» الحدودى المشترك بين تونس وليبيا، وأوضح أن أكثر من 100 من الثوار شنوا هجوما على المعبر انتهى بسيطرتهم عليه دون مقاومة تذكر.
يأتى هذا، بينما سادت حالة من الفوضى فى طرابلس مع انقطاع الكهرباء وتردى حالة الخدمات فى المدينة، حيث توفى 80 مريضاً فى مستشفى طرابلس لعدم توافر الخدمة الطبية الملائمة لإنقاذهم. وأعربت منظمة «أطباء بلا حدود» الجمعة عن قلقها إزاء النقص الحاد فى اللوازم والمعدات الطبية الاساسية فى العديد من المستشفيات والمراكز الصحية فى طرابلس، والتى تستقبل المزيد من الحالات المصابة بالصدمة.
فى هذا الإطار، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن المجتمع الدولى قد يضطر سريعاً إلى إرسال قوة شرطة إلى ليبيا، حيث بلغ عدد الأسلحة الخفيفة مستوى غير مسبوق، معرباً عن أمله فى إرساء علاقات أفضل بين الاتحاد الأفريقى والمجلس الوطنى الانتقالى، الذى يمثل الثوار الليبيين.
من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية إلى وقف أعمال التعذيب وسوء المعاملة فى ليبيا، والتى قالت إنها تمارس من قِبَل الثوار والقوات الموالية للقذافى، مضيفة أن عمليات إعدام جماعية حصلت وشملت العديد من السجناء فى معسكرين بالقرب من طرابلس كانا تحت سيطرة خميس القذافى، نجل معمر القذافى، وقدرت المصادر الليبية عدد القتلى بـ150 سجيناً.
وعلى العكس من الاعتراف الذى حصل عليه المجلس الانتقالى من غالبية دول العالم، اعتبر رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما أن المجلس لا يمثل السلطة «الشرعية» فى ليبيا بعد، لأن المعارك تتواصل فى البلاد، ودعا الاتحاد الأفريقى إلى تشكيل «حكومة انتقالية (فى ليبيا) تضم كل الأطراف وتحظى بالترحيب لشغل مقعد فى الاتحاد الأفريقى».
وفى تصريحات لافتة، قال عبدالحكيم بلحاج، قائد قوات المعارضة فى العاصمة الليبية طرابلس إن جماعات مقاتلى المعارضة ستنضم تحت قيادة واحدة بعد فترة مؤقتة وسيتم تشكيل جيش وطنى جديد، مضيفاً أن جماعات المعارضة فى العاصمة، التى تعمل الآن تحت مجلس عسكرى موحد تعد استراتيجية لتأمين كل مؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية فى الوقت الذى تمشط فيه جيوب فلول المقاومة. ومن جهته، توقع أحد أعضاء المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا أن تستغرق إعادة بناء البنية التحتية فى ليبيا ما لا يقل عن 10 أعوام كاملة، وقال أحمد جيهانى، رئيس فريق إعادة الاستقرار فى المجلس الوطنى الانتقالى، فى تصريحات صحفية، إن شبكة الخدمات الأساسية فى ليبيا كانت حتى قبل الأحداث الأخيرة فى حالة سيئة للغاية «بسبب الإهمال الجسيم».