إسرائيل – أميركا(تواصل)

علاقات إسرائيل – أميركا


نشر الكاتب مارك هيلر مقالة في موقع "نيوز وان" حلل فيها العلاقة القائمة في الوقت الحاضر ما بين نتنياهو وباراك اوباما. وقال ميلر انه منذ اندلاع التظاهرات ضد السلطات في تونس أواخر كانون أول الماضي، وبوجهٍ خاص منذ أن انضمت الولايات المتحدة إلى مبادرة بقيادة فرنسا تهدف إلى تقديم الدعم العسكري لحركة المتمردين ضد القذافي في ليبيا، والرئيس أوباما يتعرض لانتقادٍ متزايد بسبب مضيه في مسارٍ يعتبره الكثيرون متردداً، بل ويحفل بالتناقضات.
 لكن، وحيث كان نتنياهو في طريقه إلى الولايات المتحدة، لم يكن بإمكان الرئيس أوباما عدم التطرق إلى المبادئ الأساسية لمقاربة الولايات المتحدة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو مسألة مؤلمة في علاقات الولايات المتحدة مع العالم المسلم، وبالأخص مع العالم العربي.
وزاد من هذه العجالة لدى الرئيس سعي الفلسطينيين لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة التي كانت تفضل الحؤول دونه من خلال تشجيع الطرفين على التفاوض.
بعدها، جدد الرئيس اوباما الخطوط العامة للسياسة الأميركية الخارجية ومن ضمنها الالتزام بأمن إسرائيل والموقف القاضي بعدم فرض الحل على الطرفين بل يكون نتاج تفاوضٍ بينهما. وكان الخط العام المقترح للتفاوض من قبل أوباما هو أن "تكون الحدود بين إسرائيل وفلسطين مستندة إلى خطوط العام 1967 مع تبادل أراض متوافق عليه".
لا سبب يدعو للاشتباه بأن الرئيس أوباما، من خلال ذكره خطوط 67، كان يقصد التسبب بخلافٍ عاصف ومواجهة مع رئيس الحكومة نتنياهو، بل ان ذكرها جاء في جملة قصيرة.
نتنياهو، الذي يبدو أنه أُخذ على حين غرة وكان قلقاً من المعارضة في البيت، تجنّب تكرار الموافقة على حل الدولتين أو تركيز اهتمامه على الكتل الاستيطانية، وبدل هذا رأى نفسه مضطراً للتأكيد على رفضه فعل ما لم يُطلَب منه عملياً فعله. والرئيس أوباما بدوره وجد نفسه مضطراً لإزالة الضبابية وتخفيف لهب الخلاف من خلال خطابه أمام مؤتمر آيباك.
وما وصفه محللون وكتاب بأنه أزمة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة تبين انه عاصفة في فنجان تلاشت حتى قبل أن يصل نتنياهو إلى الكابيتول في 24 أيار ليُلقي خطاباً – للمرة الثانية في حياته – أمام مجلسي الشيوخ والكونغرس. وقبل أن يُلقي كلمته، حقق نتنياهو هدف عدم وقوف الولايات المتحدة إلى جانب من قد يصوّتون في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لصالح إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. الاستقبال الحار الذي حظي به نتنياهو من ممثلي كلا الحزبين يشكّل على ما يبدو ضمانة لعدم تقلّب السياسة الأميركية في هذا المجال.
يبقى أن نرى ما إذا كانت الكلمات التي اختارها نتنياهو لأسر القلوب والعقول في الكونغرس ستساعد الرئيس أوباما بنفس المستوى في فعل ذلك في أوروبا. إذا أمكنه ذلك فهذا يعني أن أوباما حقق هدفه الأساسي خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة. أما إذا تبين أنها (أي الكلمات) لم تنجح في إقناع سامعيها فسوف تبقى العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مستقرة لكن العلاقات بين أوباما ونتنياهو ستعود محدودة إلى ما اعتيد تسميته تبادل أفكار "صريحة وبناءة"