التعليم يحمى المراءه من الضغط

يمثل التعليم علامة فارقة في حياة الإنسان، فهو بلا شك يخرجه من ظلمات الجهل إلي نور العلم والمعرفة، ولا تقتصر فوائده علي تنمية العقل وإثراء الفكر بكل ما هو جديد ومفيد، بل تخطت منافعه إلي أبعد من ذلك، فقد أكدت العديد من الدراسات أن المستوي التعليمي للشخص يتناسب تناسباً عكسياً مع معدل إصابته بالمرض، مؤكدة أنه كلما كان المستوي التعليمي للشخص عالياً كلما أصبحت معدلات تعرضه للإصابة بالمرض أقل.
وعلي الرغم من الضغوط النفسية القوية الناجمة عن التعليم، تشير آخر الدراسات العلمية إلي أنه من جانب آخر مفيد في تقليص ضغط الدم عند الناس.
وتوصل بحث متخصص صدر حديثاً في الولايات المتحدة إلي أن الأدلة علي وجود صلة بين انخفاض ضغط الدم والتعليم تظهر أكثر علي النساء منها في الرجال.
وتؤكد جمعية أمراض القلب البريطانية أن نتائج البحث تظهر وجود صلة بين الحرمان من التعليم وارتفاع فرص تعرض الإنسان إلي مشاكل في القلب والأمراض ذات الصلة بها.
كما يقول الباحثون إن هناك صلة بين ارتفاع المستوي التعليمي وتراجع احتمالات تعرض الإنسان إلي أمراض القلب، ويعتقدون أن السبب يكمن في ضغط الدم، طبقاً لما ورد بموقع البي بي سي".
يشار إلي أن ضغط الدم مرتبط، كما هو معروف، بالأزمات القلبية، وجلطات الدماغ، والفشل الكلوي.
وراجعت الدراسة العلمية معطيات تعود ل3890 شخصاً علي مدي ثلاثين عاماً، حيث قسموا إلي ثلاث مجموعات، الأولي من ذوي التعليم البسيط (12 عاماً أو أقل)، والثانية التعليم المتوسط (13 إلي 16 عاماً من التعليم)، والثالثة التعليم العالي، ممن تعلموا لنحو 17 عاماً أو أكثر.
وقارنت الدراسة حالات ضغط الدم عند هذه المجموعات الثلاث علي امتداد 30 عاماً، حيث تبين أن ضغط الدم عند النساء الأقل تعليماً كان أعلي مقارنة بمن حصلن علي تعليم عال.
وقد آخذت الدراسة في الاعتبار عوامل أخري، مثل التدخين والأدوية وتعاطي الكحول، وتأثيرها علي تاريخ معدلات ضغط الدم في الجسم.
ويقول البروفيسور اريك لوكس، المشرف علي الدراسة في جامعة بروان الامريكية، إن النساء اللاتي يحصلن علي تعليم أقل عرضة للاكتئاب أكثر من غيرهن، وأكثر عرضة لأن يتحولن إلي أمهات عازبات يعشن في ظروف اقتصادية متردية، وربما تحت مستوي خط الفقر.
وفي هذا الصدد، توصل باحثون دانمركيون إلي أن انخفاض المستوي التعليمي يزيد خطر الإصابة بمشاكل في القلب.
وأوضحت الدراسة الأوروبية التي شملت 18616 شخصاً علي مدي 31 سنة، أن الرجال والنساء الذين لديهم مستوي تعليمي أفضل معرضون بمعدل أقل بنسبة 50% للدخول إلي المستشفي بسبب أمراض القلب مقارنة بالرجال والنساء الأقل تعليماً.
وأوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كوبنهاجن ونشرت في دورية "القلب" الأوروبية أن الفرق الناتج عن الوضع الاقتصادي- الاجتماعي وتأثيره علي القلب غير مرتبط بنمط الحياة، ولكن إلي الفرق في الرعاية الصحية.
وأكدت الباحثة إيفا بريسكوت أنه يتعين دراسة أثر الضغط النفسي علي مشاكل القلب.
قليل من التعليم مزيد من الجريمة





















كما أكدت دراسة ألمانية أن تحسين التعليم يمكن أن يخفض من معدل الجريمة بشكل واضح.
وتبين للباحثين الألمانيين هورست انتورف وفيليب زيجر وجود علاقة سببية بين نقص التعليم وتزايد الجريمة في ألمانيا حسبما أوضحت مؤسسة بيرتلزمان في مدينة جوترزلوه.
وأشارت الدراسة إلي أن عدد جرائم العنف والسرقة يمكن أن تنخفض بشكل واضح إذا خفض عدد الألمان الذين يغادرون المدرسة بدون الحصول علي شهادة الثانوية المؤهلة للجامعة إلي النصف.
وأكدت متحدثة باسم المؤسسة الألمانية المعروفة: "وبحساب تزايد خريجي هذه المدارس في ألمانيا فإن عدد جرائم القتل انخفض العام الماضي بواقع 420 جريمة العام الماضي وكانت جرائم السطو ستنخفض بواقع 13500 وجرائم السرقة بواقع 320 ألف جريمة".
وقال الباحثان خلال الدراسة بحساب معدل الجريمة في جميع أنحاء ألمانيا حسب النموذج الأمريكي بالنظر للأشكال المختلفة للجريمة معتمدين في ذلك علي قواعد البيانات بعيدة المدي ثم ربطوا هذه البيانات بمستوي تعليم المواطنين في كل منطقة. كما اعتمد الباحثان علي مؤشرات قياس أخري مثل نسبة المجرمين المدانين في كل منطقة.
كما لجأ الباحثون إلي نتائج استطلاع للرأي شمل 1700 سجين في ألمانيا والذين قورنت إجاباتهم بمجموعة موازية من المواطنين الألمان.
وأكد الباحثان أنهما اكتشفا علاقة بين جرائم القتل والقتل مع سبق الإصرار والسرقة والسطو من جهة وانخفاض مستوي التعليم من جهة أخري في حين لم يجدا علاقة بين الاغتصاب وإلحاق الأذي بالآخرين من جهة وانخفاض المستوي التعليمي من جهة أخري.
وقاية من السرطان





















كما توصل بحث أمريكي جديد إلي أن التعليم العالي يجعل الإنسان أقل عرضة للموت نتيجة أنواع معينة من السرطان.
وأشارت الدراسة التي أعدتها لجنة مكافحة السرطان الأمريكية إلي أن الأشخاص الذين يحملون شهادات جامعية أو تعلموا لأكثر من 16 سنة معرضون أقل من غيرهم للموت بسبب سرطان الرئة والبروستات والثدي والقولون.
وأكد الباحثون أن التعليم ساهم في تقليص معدلات الوفيات في أوساط الرجال البيض والسود بسبب سرطان البروستاتا والقولون والرئة، والأمر عينه ينطبق علي النساء في ما يتعلق بسرطان الثدي والقولون والرئة، لكن الاستثناء الوحيد يكمن لدي النساء السوداوات في ما يتعلق بسرطان الرئة، إذ لم يتبين ان التعليم العالي يساهم في تقليص الوفيات نتيجة هذا النوع من السرطان.


ووجد الباحثون -في الدراسة التي نشرت في عدد يوليو بالنسخة الإلكترونية لمجلة معهد "ناشونال كارير" - أنه بالنسبة للأشخاص الذين تعلموا أقل من 12 سنة، فمن الملاحظ تراجع نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي وارتفاع الوفيات نتيجة سرطان الرئة.
وكشفت الأبحاث أن الوفيات الناجمة عن سرطان القولون كانت الأعلي في أوساط الرجال السود من ذوي المستوي التعليمي عينه.
وتعزز نتائج تلك الدراسة دراسة أخري تكشف أخطار الجهل علي المرضي، حيث أكد الباحثون أن أن المرضي الأميين يعيشون لفترة اقصر مقارنة بنظرائهم المتعلمين.
وقد أرجعت الدراسة -التي أعدتها مدرسة الطب في جامعة نورث وسترن- السبب في ذلك إلي أن المرضي الذين لا يقرءون أو يكتبون يواجهون مشاكل كثيرة بسبب عجزهم عن اتباع التعليمات الطبية وقراءة النماذج الخاصة بالمستشفي أو حتي معرفة مواعيد زياراتهم للاطباء.
وقال الدكتور دافيد بايكر -الذي أعدّ الدراسة التي نشرت في سجلات الطب الداخلي: "عندما لا يستطيع المريض القراءة يعجز عن القيام بالاشياء الضرورية للاحتفاظ بصحة جيدة" .
وأضاف بايكر أن المريض الأمي لا يعرف متي يأخذ أدويته بالشكل الصحيح، ولا متي يتعين عليه زيارة الطبيب أو العناية بنفسه عند المرض .
وقد شملت الدراسة -التي استغرقت 10 سنوات- 3260 مريضاً في اوهايو و فلوريدا وتكساس خضعوا لاختبار معرفة عن أدوية وأقراص ومواد طبية مختلفة.
مستوي تعليمك يحدد وزنك





















وفي نفس السياق، ربطت دراسة ألمانية حديثة بين السمنة والمستوي التعليمي، حيث أكدت أن معدلات الإصابة بالسمنة تزيد لدي أصحاب التعليم المتوسط.
ووفقاً للدراسة -التي عرضها هورست زيهوفر وزير الزراعة وحماية المستهلك الألماني في برلينفإن- فإن 70 % من المتخرجين من المدارس المتوسطة يعانون من الوزن الزائد، فيما تنخفض النسبة إلي النصف لدي الحاصلين علي شهادة الثانوية، وفي الوقت نفسه تنخفض مخاطر الإصابة بالسمنة مع ارتفاع الدخل.
وشملت الدراسة -التي تناولت العادات الغذائية للألمان- نحو 20 ألف شخص في مختلف أنحاء ألمانيا تتراوح أعمارهم بين 14 - 80 عاماً.
وحول فوائد التعلم بالنسبة للمسنين، أظهرت نتائج دراسة ألمانية أن باستطاعة كبار السن العمل علي استمرار نمو المخ لديهم من خلال الحرص علي تعلم الجديد بشكل دائم.
واكتشفت الدراسة التي شملت 44 شخصا بين سن 50 و 67 عاما نمو مناطق مختلفة بالمخ لدي هؤلاء بعد أن تدربوا علي مدي ثلاثة أشهر علي الإمساك بثلاثة أشياء في وقت واحد علي أن يكون أحدها علي الأقل في الهواء وهي اللعبة البهلوانية المعروفة.
ووجد العلماء أن المناطق التي نمت في المخ هي المناطق المهمة بالنسبة لتعلم هذه اللعبة والمناطق المسئولة عن حركات الجسم ومراكز التحفيز في المخ