تشكيل الوعي المصري الكوني الجديد‮ (‬الحرية‮ ‬2‮-) ‬


 yehiatrakhawy@hotmail.com
أشرت الأسبوع الماضي إلي أننا لا نعرف حقيقة أبعاد ما يسمي‮ ‬حرية،‮ ‬وبعد ظهور المقال سألني بعض الأصدقاء عن بقية الأرجوزة،‮ ‬وفضلت أن أبدأ بنشرها اليوم كاملة،‮ ‬ثم نعود للنقاش إن كان ثم داع لذلك‮ (‬لاحظ أنها‮  ‬أغنية للأطفال،‮ ‬بما في ذلك الأطفال داخلنا‮) ‬وها‮  ‬هي ذي‮:‬
حرية إيه ؟‮  ‬بتقول علي إيه؟
دي حكايه‮ ‬ْ‮ ‬وباينْ‮ ‬مِشْ‮ ‬نافعهْ
دانا زي باخطـَي فْ‮ ‬نارْ‮ ‬والعهْ
باينْ‮ ‬أهالينا ما هيش مش فاهمة
‮ ‬بيقولو كلامْ‮ ‬مالهوشْ‮ ‬لازمهْ‮ ‬
‮<<<‬
الحريهْ‮ ‬ما تجيش أبداً‮ ‬كـِدَا‮  ‬مالآخرْ،
‮ ‬ولا كلّ‮ ‬ما اقرَّبْ‮ ‬تِـتـَّاخِرْ
‮<<<‬
بصراحة أنا خايف أبقَي حـُرْ
أصل أنا ما أعرفشي‮ "‬أسيبْها تـْمُرّ‮"‬
حا تمرِّي ازاي وتروحِي علي فينْ‮ ‬وانا مِشْ‮ ‬دَارِي
‮ ‬أصل أنا ما اقدرشِي وبَادَارِي
‮<<<‬
‮  ‬لكنْ‮ ‬ما هو لازمْ‮ ‬برضُو يا ناسْ
‮  ‬دي العبوديهْ‮ ‬ألعـَنْ‮ ‬إحساسْ
‮<<<‬
الحرّيهْ‮ ‬هي‮ "‬الحركهْ‮" ‬جوّاك برّاكْ
هيا انـّك تبقي واحدْ‮ ‬تانِي‮ ‬غير اللي هناكْ
يعني تْكِبَرْ‮ ‬وتشوف ما الأَّول وتفكـّرْ
وتغامر تحمِلْهَا أمانة مش تِـتْمَنـْظـَرْ‮.‬
‮<<<‬
الحرّيهْ‮ ‬إنك تقدر ترمِي طوبـِتْهَا
لو مش قادر انك تحمل إلا خِـيـبِتْهَا
‮<<<‬
تِبـْـدأ بنفسك واللي حواليكْ‮ ‬يعملوا زيـّكْ
لو حر لوحدك مش نافعة،‮  ‬وحياة والدك
وبعد
أصدقاء آخرون طلبوا مني أن أفك رموز الأرجوزة،‮ ‬وتعجبت لأنها وصلت للأطفال مباشرة،‮ ‬وبعد بداية المحاولة‮ ‬،‮ ‬عدلت،‮ ‬وفضلت أن أضيف بعضا من مقتطفات في نفس الموضوع خرجت مني من قديم‮  ‬كالطلقات بعد أن وصلتني إرهاصاتها من ممارستي مهنتي مع أصدقائي المرضي،‮ ‬حتي أسميتها‮ "‬حكمة المجانين‮"‬،‮ ‬لكن خوفا من التصفيق للجنون وهو هزيمة في نهاية النهاية،‮ ‬عدلت الاسم إلي‮  "‬رؤي ومقامات‮"‬،‮  ‬وإليكم بعض هذه الطلقات التي فضلت أن أقدمها دون شرح حتي لا تنقلب المسألة إلي درس سخيف‮:‬
‮ ‬ونحن أحوج ما نكون إلي إعادة النظر فعلا في‮ "‬الحرية وأخواتها‮" (‬الديمقراطية والشفافية‮ ...‬إلخ‮)‬
ـ تحت شعار الحرية،‮ ‬قد يفقد الإنسان نفسه،‮ ‬ابتسامة بلهاء ترتسم علي وجهه‮.‬
ـ إياك من دعوة ي الحرية باللسان،‮ ‬فاحذر ممن يكثر الحديث عنها مانِحًا،‮ ‬وإلي درجة أقل‮: ‬مُطالباً‮.‬
ـ‮  ‬يكاد يتناسب الحديث عن الحرية تناسبا عكسيا مع ممارستها‮.‬
ـ الحرية الحقيقية هي تصارع دكتاتوريات الأفراد علانية وبأسلحة متكافئة أي في إطار عدلٍ‮  ‬حقيقي‮...... ‬كيف بالله عليك؟‮...‬وأين الشهود العدول‮.‬
ـ من الشجاعة والصدق ألا تلبس قناع الحرية وأنت عبد لرمشٍ‮ ‬أو قرشٍ،‮ ‬أو كرشْ‮.‬
ـ ليست حرية تلك التي تستعملها للحصول علي لذتك علي حساب شخص‮ ‬غير ناضج،‮ ‬حتي لو أوهمتَ‮ ‬نفسك بأنه رضي بذلك مختارا‮. ‬بالله عليك‮  ‬كيف تطلب من الطفل أن يميز اللبن المغشوش‮.‬
ـ إن ادعاءك قبول الاختلاف مع الآخرين قد لايكون دليل حريتك،‮ ‬أو حريتهم،‮ ‬إنه يمكن أن يكون تعميقا للمسافة بينك وبينهم،‮ ‬ليظل كلًّ‮ ‬في مكانه،‮ ‬يلوّح الواحد للآخر‮ "‬أنا عرفت كل حااااجة‮".‬
ـ الحرية القرار‮.. ‬هي فرضٌ‮ ‬يُختبر بالفعل والاستمرار،‮ ‬فالقرار لا يحتاج أن يوصف بالحرية،‮ ‬بقدر ما يحتاج أن يُختبر بالفاعلية‮.‬
ـ‮  ‬لاتخيـِّرْ‮ ‬من لا خيار له،‮ ‬إذا أحببته فساعده أن يشحذ قدرته علي التمييز،‮ ‬حتي يري ما يراه‮ "‬حقا‮" ‬بنفسه وفلن يحتاجك وصيا،‮ ‬ولن يستأذنك إذ يختارو لن يضل الاختيار إلا ليعيد الاختيار‮. ‬وهكذا‮.‬
ـ في مرحلة ما‮... ‬افعل عكس ما تريده تماما،‮ ‬ولو علي سبيل التجريب،‮ ‬ربما يتضح لك ماذا تريد فعلا،‮ ‬تتعرف علي بعض حريتك الأعمق‮.‬
ـ لا تستطيع أن تدعي الحرية إلا إذا عرفت ألاعيب داخلك‮... ‬فتواضع في الصراخ بالمناداة بها حتي لا يضحك منك العارفون،‮ (‬داخلك وخارجك‮).‬
ـ‮  ‬إذا طلبت الإذن لممارسة الحرية فأنت لست أهلا لها‮.‬
ـ ما أقسي أن تترك الأطفال يغوصون في الطين حتي الموت‮... ‬تحت دعوي تركهم يمارسون حرية جهلهم بالعوم،‮ ‬هلاّ‮ ‬علمتهم العوم قبلا ياسيد الجبناء الكسالي وهل أنت تحذق العوم أصلا؟‮ ‬
ـ إن الاختيار الحقيقي‮.. ‬هو اختيار المجال الذي ينمي قدرتك علي الاختيار‮.‬
ـ شرط أن تكتسب حريتك هو أن تعبـُر جِسر الألم رافعاً‮ ‬رأسك،‮ ‬ممسكا القرار بيدك،‮ ‬وقلم التغيير،‮ ‬باليد الأخري‮: ‬للتعديل،‮ ‬لا للتراجع‮. ‬فلماذا الشكوي والتبرير المُعادْ؟